غالية خوجة (دبي)

سليمة المزروعي شاعرة من الجيل الشاب، من مواليد (1988)، وهي حالياً مديرة بيت الشعر في جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، التقيتها على هامش مهرجان المواهب الأدبية الشابة الذي أقامه رواق عوشة في مصفوت، وسألتها: كيف تعرفت إلى نفسك؟ فأجابت: سؤال عميق وصعب، لكننا جميعاً مازلنا نتعرف إلى أنفسنا من خلال الحياة والكلمة والتجارب والمواقف والمجتمع والوقت الذي يمر، أيضاً، من خلال المشكلات والمصاعب نتعرف إلى أنفسنا، لنكون شخوصاً أكثر وعياً بالحياة والناس، وأكثر عمقاً في التعامل مع الذات والآخرين، وهكذا، أكتشف آفاقاً جديدة في نفسي والآخرين، ومن هذا المدخل يعبر الجميع للتعرف إلى نفسه.
أمّا كيف أتت إلى الشعر؟ فقالت: لي محاولات غير منشورة بالفصحى، وأعمل على ديوان بالنبطي، وربما أجمع الفصحى مع النبطي في ديوان واحد، هو ديواني الأول، له عنوان غير ثابت حتى الآن «هشيم مزهر»، وحبي للكلمة أتى بي إلى الشعر، والمدرسات كان لهن الدور الأكبر، وتابعت: ولدت في منطقة جبلية تشبه مصفوت، تتمتع بالمزارع والعيون، وبين طفولتي ونشأتي كانت الطبيعة أهم المؤثرات، المتواصلة باستدامة، في تكوين شخصيتي، والطبيعة تؤثر في الإنسان، وربما تؤثر أكثر في الإنسان الذي يحب اللغة، فتجعله متأثراً بجماليات المكان.
ماذا بين الجبل والقصيدة؟ سألتها، فردّت: في هذه المناطق، الناس بسطاء، ويحتملون مسؤولية الحياة، ويزرعون الصبر، ويتقنون لغته، ويحبون الحياة، ويستطيعون التأمل في المواقف الصعبة، ويجيدون التعامل معها، وهذا ينعكس من خلال الجبل بدلالاته المتنوعة على القصيدة التي تتحدث عن تناقضات الإنسان النفسية والموضوعية، كما تتحدث عن المثنويات المتقابلة والمتضادة، وموضوعاتي الشعرية، تحاكي القضايا المطروحة، الآنيّة، اليومية، وتجاري الواقع، بطريقة تركيبية خيالية، وتأتي كما المياه بين الجبال، خصوصاً القصائد الوطنية التي تكون وليدة اللحظة، وأضافت: من الممكن أن أمسك «الموبايل» وأكتب قصيدة حالما تأتي.
هل نقول: إنك من شاعرات «الموبايل»؟ ضحكت قائلة: فقط، كي لا تضيع الفكرة، ألجأ إلى الموبايل لأدونها بسرعة، وعادة، ليس لدي طقوس للكتابة، لكن، لدي أوراق ودفاتر لأكتب القصيدة، واسترسلتْ: بدأت الكتابة مع الورقة والقلم، لأن الحالة الوجدانية مرتبطة بحركة يدي.